مناسك الحج والعمرة
العودة لصفحة الكتب المفردة
يحتوى على أكبر وأشمل مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة المتعلقة بالحج والعمرة وأحكامهما، وهو كتاب لا غنى عنه لكل راغبٍ فى معرفة كل ما يخص مناسك الحج والعمرة .

لشراء الإصدار المطبوع من فضلك اضغط هنا
مجلدة ، عدد الصفحات : 196.
طباعة أربعة ألوان : أسود ، أزرق ، أحمر ، ذهبى .
غلاف جلد تقليد بالاكرون بخط ذهبى رفيع ، ونقش بارز داكن .
المقاس : 27.4 سم × 30.3 سم .
إصدار عام : 2004 .
الترقيم الدولى :ISBN 3-908153-57-3 .
لشراء الإصدار المطبوع من فضلك اضغط هنا
سَبَبُ الْعِنَايَةِ بِتَأْلِيفِ هَذَا الْكِتَابِ وَأَهَميَّتُهُ:
احتفى القرآن الكريم بشعيرتى الحج والعمرة وأَوْلاهما من الآيات ما دل على عظيم مكانتهما من شعائر الإسلام من حيث بيان مناسكهما وأحكامهما وآدابهما ووقت أدائهما وما يحل فيهما وما يحرم.
ثم جاءت السنة النبوية متمثلة فيما ثبت عن رسول الله للعالمين محمد صلى الله عليه وسلم فبيَّنت ما أَجْمَله القرآنُ فى هذا الشأن، وأوقفت المسلمَ علـى كل صغيرة وكبيرة فى تلك الفريضة العظيمة وهى الحج ولاحقتها وهـى العمرة من حين يخرج المرء قاصدًا أداء هذيـن النُّسكـين الجليلين حتى يـرجع إلى أهله ووطنه وقد غُفِر له مـا تقدم مـن ذنبه، ومُحيت عنه أدران إثمه ووِزْره.
ولقد أسدى لنا الصحابةُ رضى الله عنهم معروفًا عظيمًا، وأَدَّوْا إلينا خدمة جليلة حين ضربوا أروعَ المثُل فى الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فى حجته وعمرته؛ إذ خرج معه فى هذه الرحلة زُهَاء مائة ألف وأربعة عشر ألف صحابى، يأتسون به فى حركاته وسكناته، فيفعلون كما يفعل ويقولون كما يقول، ويستفتونه فيقر المصيبَ منهم ويُصوِّب لمن أخطأ، حتى إنهم قد نقلوا لنا كل خطوة من خطوات النبى صلى الله عليه وسلم من داخل بيته قبل الخروج للحج مرورا بالمناسك والسنن والآداب، صغيرها وكبيرها، فنتج عن ذلك عددٌ وفيرٌ من الأحاديث المرفوعة والموقوفة التى لها حكم المرفوع ما بين قولٍ وفعلٍ وتقريرٍ.

من أجل هذه الجوانب وغيرها حرصنا على تأليف هذا الكتاب، وضمَّنَّاه الكثير من الأحاديث الواردة فى الحج والعمرة وسميناه (مَنَاسِكُ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ). وآثرنا وسمه بالمناسك أخذا من تسميته صلى الله عليه وسلم فى قوله «خُذُّوا عَنِّى مَنَاسِكَكُمْ» ولتكونَ مادتُه عامةً وفائدتُه عظمى؛ إذ المناسك جمع مَنسَك، وهو يُطلق ويُراد به كل شعيرة من شعائر الحج والعمرة فى كيفيتها وزمانها ومكانها متضمنًا عملية ذبح الهدى والأُضحية وكذا زمان كل منهما، ثم المكان الذى ينحر فيه الهدى، وقد شمل ذلك كلَّه كتابُنا هذا بحمد الله فوافق الاسمُ المسمى.
والمنسَك بهذا المعنى يُعد من أهم أغراض الحج التى يتقرب بها الحاج لخالقه وحدَه مخالفةً لما كان عليه أهلُ الجاهلية فى توجيه ذبائحهم لغير الله.
ومما يؤيد ذكر المناسك أيضا أن العلماء قد اصطلحوا على أن أمور الحج كلها تسمى مناسك. انظر: النهاية فى غريب الحديث لابن الأثير (نسك).
فإذا كان شأن الحج والعمرة بهذا المقدار العظيم، وهو عبادة العمر، وختام الأمر، وتمام الإسلام، فَأَعْظِم بفريضة يَعدِم الدينُ بفَقْدها التمامَ، وأَجْدِر بها أن تُصرَف العنايةُ إلى شرحِها وتفصيلِ أركانها وسننها وآدابها وفضائلها وأسرارها مع لاحقتها وهى العمرة.
مَنْهَجُ الْعَمَلِ فِى الْكِتَابِ:
أ. لما كان لشعيرتى الحج والعمرة ذلك الشأن آثرنا أن نجمع أكبر قدر ممكن من الأحاديث والآثار الواردة فيهما، فأخذنا بطريق التتبع والاستقراء لأصح كتب السنة ومشاهيرها الآتى ذكرها، وجمعنا منها الجم الغفير. ثم وضعناه تحت مجهر التدقيق والتمحيص والانتقاء وعدم التكرير إلا لحاجة الاستدلال حتى خرجنا بذلك المشعل الوضَّاء، الذى ينير الطريق لكل قاصدٍ بيتَ الله الحرام ولو فى حالك الظلماء، ويعلو بالنفس المؤمنة حتى تحلق فى آفاق السماء.
ب. المصادر التى جمعنا منها مادة هذا الكتاب هى:
صحيح البخارى، صحيح مسلم، سنن أبى داود، سنن الترمذى، سنن النسائى، سنن ابن ماجه، موطأ مالك. وهذه المصادر السبعة تمثل الإصدار الأول لجمعية المكنز الإسلامى.
أما بقية المصادر فهى: مسند أحمد، مسند الحميدى، سنن الدارمى، سنن الدارقطنى، وسوف تصدرها جمعية المكنز الإسلامى قريبا إن شاء الله. ونحن إذ ربطنا هذا الكتاب بما صدر من كتب حديثية محققة على الكثير من مخطوطاتها المتوافرة والتى حملت جمعية المكنز الإسلامى شرف إصدارها فإننا على وعد بأن نُثرى موضوع الكتاب ونزيد من موادِّه ونوسِّع من أبوابه وفصوله كلما أخرجت تلك الجمعية المزيد من الكتب الحديثية المحققة.
ج. قمنا بترتيب الأحاديث تحت كُتبٍ وأبوابٍ وفصولٍ حسب أدلة الموضوعات وعلاقة بعضها ببعض. وقد آثرنا أن نحذو فى الترتيب بين هذه الكتب منحًى يجمع بين عمل المحدثين والفقهاء لأن مادة الكتاب كلها حديثية، وهى فى الوقت ذاته تُعنى بالكلام عن موضوع فِقْهى كُلى له أبوابه ومباحثه ومسائله التى هى أقرب للفقه منها لمجرد سرد الأحاديث. وجاء ترتيب الكتب على النحو التالى:
1- كتاب الحج.
2- كتاب العمرة.
3- كتاب كفارات الحج.
4- كتاب الإحصار.
5- كتاب الرجوع من الحج والعمرة.
وقد راعينا فى ترتيب أبواب كل كتاب اعتبار تسلسل الفعل والوجود، أو بمعنى آخر سِرنا فى الترتيب على نَسَق ما يفعله الحاج والمعتمر من بداية نُسُكه إلى نهايته.
د. حرصنا فى اختيار الأحاديث على لفظ الصحيحين ثم لفظ البخارى ثم لفظ مسلم إذا كان اللفظ فيهما أو فى أحدهما أشمل والمعنى أعم وأوفق وإلا عدلنا إلى غيرهما من بقية المصادر، سواء كانت الرواية صحيحة أو حسنة. وهذا هو الكثير، ومنها ما هو ضعيف ضعفًا خفيفًا مع قلة عدده وكونه غير مُنفرد بالحكم فى فرضٍ أو واجبٍ.
هـ. قمنا بتخريج الأحاديث بذكر رقم الحديث من المصادر التى اعتمدنا عليها فى عمل هذا الكتاب وهى الأحد عشر كتابًا والتى صدر منها حاليا سبعة كتب كما تقدم والباقى قيد الإصدار عن جمعية المكنز الإسلامى.
و. شرحنـا المصطلحات والكلمات الغريبة الواردة فى الأحاديث بأسلوب واضح وعبارة موثقة سهلة تدل على المعنى المراد من الكلمة دون الاسترسال فـى أقوال العلماء وشُرَّاح الحديـث كما أشرنا إلى وجه الدلالة فى الحديث إذا كـان خافيًا.
وختامًا فهذه واحدة من ثمار موسوعة حديثية محققة يثق المرءُ بأصولها ويتأمل فى المعنى المراد منها، ويدأب فى السَّير على منوالها فضلًا عن استصحاب أنفاس قائلها صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته والتأسى بصاحَبَته الكرام الذين لازموه صلى الله عليه وسلم فى حجه رغبة فى الفوز بشفاعته والانضواء تحت لوائه.
ولا يسعنا فى الختام إلا أن نردد مع أبوينا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة: 128).
ز- الرموز المستخدمة فى تخريج الأحاديث: خ البخارى، م مسلم، د أبو داود، ت الترمذى، س النسائى، ق ابن ماجه، ك موطأ مالك، حم مسند أحمد، عم زوائد عبد الله على مسند أحمد، ح الحميدى، مى الدارمى، قط الدارقطنى.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
العودة لصفحة الكتب المفردة