خطب النبى ﷺ
العودة لصفحة الكتب المفردة
يشتمل هذا الإصدار المبارك على عدد كبير من خطب النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وهى الخطب التى ألقاها النبى صلى الله عليه وسلم فى يوم جمعة أو فى غيره، وفيها ما ينفع المسلمين فى معاشهم ومعادهم، وهى تفيد الدارسين وغير الدارسين على حد سواء. ويعتبر هذا الكتاب مرجعًا فى بابه، كما أنه قد أُلحقت به بعض الفهارس المهمة التى تنفع الباحثين.
وقد طُبِعَ بخط مصحف الملك فؤاد، وبأسلوب جمالى رائع، مع استخدام أشكال الأرابيسك الإسلامية التراثية البارزة، والتشكيلات الهندسية البديعة، بأربعة ألوان: الأسود، والأزرق، والأحمر، والذهبى.
سَبَبُ الْعِنَايَةِ بِتَأْلِيفِ هَذَا الْكِتَابِ وَأَهَمِّيَّتُهُ
من مظاهر نبوته ودلائل فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وسلم ما ورَّثه لأمته من خُطب منيفة ومواعظ شريفة حرص بها على ترغيب أمته وتحذيرها والأخذ بيد متبعيه إلى أسباب السعادة ومآلها؛ إذ لا يكاد يخلو كتاب من تبويب الكتب الفقهية عن حديث يشتمل على خُطبة لبيان ما أُجمل من الآيات أو لتوضيح أمر من المشكلات أو لتفسير مسألة من المتشابهات أو لإنشاء حكم لم يرد ذِكْره فى الآيات البينات، أو للإعلان العام بتعبئة القوى للعمل الصالح والجهاد فى سبيل الله، أو لتنبيه القلوب الغافلة وترقيقها، أو لتزكية النفوس وتبصيرها بعواقب الأمور وحثها على إخلاص النوايا وإحسان الأعمال وترغيبها بما لذلك من حسن الجزاء.
ومن أجل هذه الجوانب وغيرها حرصنا على تأليف هذا الكتاب فى جمع الخطب النبوية، ومما يوضح أهمية جمعها أمران:
- الأول: أنها تشمل جوانب عدة من أبواب العقيدة والشريعة سواء فى العبادات أو المعاملات أو الأخلاق بل إنها تخص الجانب الأهم من تلك الأبواب.
- الثانى: أنها جاءت خطابًا عامًا لكل الأمة وليست قضايا أعيان أو مسائل أحوال تخص طائفة دون أخرى ولذا أخذت كيفية خاصة فى أدائها وهيئة محددة فى تبليغها سواء من حيث الزمان أو المكان أو الحال.
وبسبب ذلك وجب جمعها ودراستها بمزيد عناية وإمعان فكرٍ وصِدق تدبرٍ.
مَنْهَجُ الْعَمَلِ فِى الْكِتَابِ
أ- لما كانت الخطبة بيانًا للأمر العظيم، آثرنا أن نقف على أكبر قدر من الخطب المأثورة عن النبى ﷺ، فأخذنا بطريق التتبع والاستقراء للوقوف على تلك الخطب. وفى سبيل ذلك لم نقف عند لَفْظ "خَطَبَ" أو مشتقاته أو كونه ﷺ ألقاها على منبر، أو أنه قصرها على خطب العبادات المعروفة كالجمعة والعيدين والاستسقاء والكسوف والحج وغيرها، وإنما وَسَّعنا دائرة البحث لتشمل الخطبة وما فى حكمها من كل ما ألقاه ﷺ على جمع أو جماعة رجالًا أو نساءً ليبلغهم بأمر من أمور دينهم، سواء أكان هذا الإلقاء على هيئة الخطب المعهودة فى العبادات، أم بما يشعر أن ذلك الكلام من قبيل الخطبة، كقوله ﷺ "يا أيها الناس"، أو "يا معشر الأنصار"، أو "يا معشر النساء".
ويدخل فى ذلك ما حكاه الصحابة -رضوان الله عليهم- من كلامه ﷺ بما يوحى أنه تبليغ أمر عظيم لجماعة من المسلمين، مثل قولهم: "خرج علينا رسول الله ﷺ فقال …"، أو "نادى فينا رسول الله ﷺ بـ …"، أو "التفت إلينا رسول الله ﷺ فقال... "، وغير ذلك من الصيغ التى نص العلماء على أنها من قبيل الخطبة.
(انظر على سبيل المثال فتح البارى بشرح صحيح البخارى لابن حجر العسقلانى 12/343 عند شرحه لقول النبى صلى الله عليه وسلم «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ»).
وبهذه المعانى المتعددة يمكننا إدخال الكثير من الأحاديث النبوية فى مفهوم الخطبة، ومن ثم تكون الإفادة من تلك الأحاديث أشمل ويصير رسوخ معناها فى الذهن والعمل بمقتضاها أولى وأجدر.
ب- المصادر التى جمعنا منها مادة هذا الكتاب هى: صحيح البخارى، صحيح مسلم، سنن أبى داود، سنن الترمذى، سنن النسائى، سنن ابن ماجه، موطأ مالك. وهذه المصادر السبعة تمثل الإصدار الأول لجمعية المكنـز الإسلامى. أما بقية المصادر فهى: مسند أحمد، مسند الحميدى، سنن الدارمى، سنن الدارقطنى. وقد أصدرتها جمعية المكنـز الإسلامى بفضل الله تعالى ضمن إصداريها الثانى والثالث.
ونحن إذ ربطنا هذا الكتاب بما صدر من كتب حديثية محققة على الكثير من مخطوطاتها المتوافرة والتى حملت جمعيةُ المكنـز الإسلامى شرفَ إصدارها؛ فإننا على وَعْدٍ بأن نُثرى موضوع الكتاب ونزيد من موادِّه كلما أخرجت تلك الجمعيةُ المزيدَ من الكتب الحديثية المحققة.
ج- قمنا بتبويب خُطَب الكتاب تحت عناوين موضوعية يعبر كل منها عما نذكره تحته من الخطب وما فى حكمها، كما رتبنا هذه الموضوعات فى الذكر على نسق ترتيب الكتب الحديثية. وقد تحرينا أن يكون ذلك الترتيب أقرب ما يكون من ترتيب أبواب صحيح البخارى تأسيا بمؤلفه لما هو مشهود له به من الدقة والبراعة فى فقه الحديث الذى أودعه فى تراجم كتب الصحيح وأبوابه واتباعًا لخطاه - رحمه الله - فى التمسك التام بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد بدأ البخارى صحيحه بكتاب بدء الوحى، ولكن لعدم وجود حديث يشتمل على خطبة فى هذا الكتاب اتجهنا إلى كتاب آخر يحسن الاستهلال به فى موضوعنا وترجمنا له بـ "كتاب فى هديه ﷺ فى الخطبة"، ثم ثنينا بما ثنَّى به البخارى، فذكرنا "كتاب الإيمان" ثم "كتاب العلم" ثم "الطهارة" وهكذا.
وختمنا بـ "كتاب التوحيد" رجاء أن يتحقق واضعه وقارئه بالإيمان، ثم باتباع بقية الكتب والأبواب التشريعية عسى الله أن يختم لنا بالتوحيد والنطق بالشهادتين فننال وعد الله –تعالى- على لسان رسوله ﷺ "مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ" (رواه أبو داود 3118 عن معاذ بن جبل).
د- حرصنا فى اختيار الأحاديث على لفظ الصحيحين، ثم لفظ البخارى، فلفظ مسلم، إذا كان اللفظ فيهما أشمل والمعنى أعم، وبما يتوافق مع شرطنا فى تعريف الخطبة والصيغ الواردة فيها، وإلا عدلنا إلى غيرهما من بقية المصادر سواء كانت الرواية صحيحة أو حسنة، وهذا هو الكثير، ومنها ما هو ضعيف وهو قليل مع خفة ضعفه.
هـ- قمنا بتخريج الأحاديث من المصادر التى اعتمدنا عليها فى عمل هذا الكتاب، وهى الأحد عشر كتابا الصادرة حاليا (حتى وقت صدور الكتاب في عام 2003) أو التى هى قيد الإصدار عن جمعية المكنز الإسلامى.
و- شرحنا الكلمات الغريبة الواردة فى الأحاديث بأسلوب واضح وعبارة سهلة تدل على المعنى المراد من الكلمة، دون الاسترسال فى أقوال العلماء وشُرَّاح الحديث؛ إذ المقصود من هذا العمل تقريب الخطب النبوية إلى الأذهان ووضعها بين يدى القاصى والدانى.
وختامًا فهذه اللبنة الأولى فى صرح الخُطُب النبوية المرتبطة بموسوعة حديثية محققة يثق المرء بأصولها، ويتأمل فى المعنى المراد منها، ويدأب على العمل بما فيها فضلًا عن استصحاب أنفاس قائلها ﷺ رغبةً فى الفوز بشفاعته والانضواء تحت لوائه (يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء: 88-89).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
مجلدة، عدد الصفحات: 182.
مطبوع بأربعة ألوان: أسود، أزرق، أحمر، ذهبى.
الغلاف جلد تقليد بالاكرون بخطوطٍ ذهبيةٍ رفيعة، وداكنة.
مقاس: 17.4 سم × 24.5سم.
إصدار عام: 2003.
الترقيم الدولى:ISBN 3-908153-56-5.
لشراء الإصدار المطبوع من فضلك اضغط هنا
العودة لصفحة الكتب المفردة