كلمة فضيلة العلامة المحدث محمد عوامة
من كبار علماء الحديث الشريف بسوريا
فى افتتاح الجلسة الأولى
العودة لصفحة المؤتمر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ومولانا وحبيبنا وشفيعنا سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين،
أما بعد :
يا أيها السادة ، أفتتح بها بكلمة أعبر فيها عن هذا الجمع الكريم فى هذه المناسبة الكريمة: الله عز وجل يقول {وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ} [سورة إبراهيم ، الآية 5] . وروى الإمام أحمد عن سيدنا أبى بن كعب رضى الله عنهم مرفوعا إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، وموقوف على سيدنا أُبَى أنه قال «{وَذَكِّرْهُم بِإيَّامِ اللَّهِ} ذكرهم بنعم الله».
وأنا بهذه المناسبة وبهذا الحضور الكريم أرى أننى فى نعمة سابغة من نعم الله عز وجل على التقاء هذه الوجوه وهذه القلوب التى شرَّفها الله عز وجل بالانتماء إلى خدمة السنة المحمدية.
يا أصحاب الفضيلة ، يا أصحاب السعادة ، يا أصحاب المعالى ، يا أصحاب السماحة ، أى لقب من هذه الألقاب إنما هو لقب دنيوى توقيفى ، ولكنى أحب أن أخاطبكم وأناديكم وأناجيكم بخطاب أعتقد أنه أشرف من هذه الألقاب كلها، أسلم عليكم يا خدَّام سُنَّةِ النبى صلى الله عليه وسلم . يا من شرفكم الله عز وجل بهذا الانتماء العظيم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يا أيها السادة، الانتماء إلى خدمة السنة المحمدية ما يفوقه شرف إلا شرف الانتماء إلى خدمة كتاب الله عز وجل . وإذا كانت الأصول التشريعية تسمح لنا بذكرى بعض المبشرات المنامية ؛ فإنى أحب أن أستفتح أيضًا بهذه البشارة المنامية التى حصلت لأحد تلامذة الإمام أبى سهل الصعلوكى - أحد أئمة القرن الرابع ومن أئمة السادة الشافعية بل من أئمة الإسلام عامة رضى الله عنهم جميعا - ذكروا فى ترجمة الإمام أبى سهل الصعلوكى أنه مرض ، وكأنه مرض مرض الوفاة ، فرأى أحد تلامذته هذه الرؤيا المبشرة ، رأى النبى صلى الله عليه وسلم قادما لعيادة وزيارة الإمام أبى سهل ، وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ، وهذا الرائى لهذه المبشرة - تلميذ أبى سهل - جالسٌ بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم يفكر إذا مات الإمام أبو سهل من لهذه الطائفة أئمة الحديث وخدمة السنة النبوية ، من لهم بعد أبى سهل ، وإذ بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه ويخاطب هذا الرجل تلميذ أبى سهل الصعلوكى صاحب الرؤيا يقول له لا تقل ذلك ؛ إن الله لا يضيع عصابة أنا سيدها . صلى الله عليه وسلم .
فأنتم يا من شرفكم الله عز وجل بهذا الاختيار وهذا الانتماء وهذا الشرف ، سيد عصابتكم وإمامكم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأبشروا . إذا كنتم ترتبطون بهذه الرابطة وهذا الإمام أبشروا ، فأنتم فى خير وسعادة فى الدنيا والآخرة إن شاء الله . وأسأل الله عز وجل منا الإخلاص ومن الله عز وجل القبول.
وبعد: أرجع إلى مهمتي، وأنا أتقدم بين هؤلاء السادة الكبار، ولا بد من صغير بين يدى الكبار.
أولا: نبدأ هذه الجلسة بحديث عن مدى خدمة وتوثيق السنة النبوية الخدمات التى قام بها علماؤنا فى توثيق السنة المحمدية ؛ لأنها كما هو شائع ومعلوم وسبق حديث السادة العلماء فى الجلسة الافتتاحية - أنهم بينوا أن السنة النبوية محفوظة بحفظ الله عز وجل ، وكحفظه لكتابه الكريم، هذا موضوع من حيث الاعتقاد والجملة واليقين الإيمانى راسخ فى قلوبنا والحمد لله ، لكن حينما يعالج ببحث موثق مبين موضح مشروح نزداد يقينا على يقين ، ولا يخفى على حضراتكم أن العلم مراتب : اليقين ، علم اليقين ، عين اليقين ، حق اليقين ، وما إلى ذلك .
العودة لصفحة المؤتمر